12 قط سيامي بين أصالة الماضي وجمال الحاضر

القطة سيامي أو ماس القمر وهو ما أطلق عليها حديثًا بتايلاند لسحر عيونها الزرقاء التي تشبه الماسة المتلألئة.

أما قديمًا كانت تدعى بحامية المعبد، لاقتنائها من قبل رجال الدين الوثنيين واعتقادهم بأنها تحرس أديرتهم من الأرواح الشريرة، لذلك أصبح لها مكانة خاصة بحضارات تايلاند القديمة.

منشأ قطط السيامي

ترجع نشأتها إلى منطقة “سيام” بتايلاند وتعد من أقدم السلالات المعترف بها، لذلك كانت تدعى قديمًا سيام.

وكان امتلاكها يقتصر فقط على الطبقة الحاكمة ورجال الدين، وكثيرًا ما كانت تستخدم لحماية المعابد الوثنية بعهد الإمبراطورية الأوثيانية.

ليصبح الحصول عليها أمرًا صعبًا للغاية مما جعل لها وضع خاص منذ القِدم، وهذا ما حد من انتشارها قديمًا.

إلى أن قام أمير منطقة سيام بإهداء قطط سيامية صغيرة لقنصل إنجلترا في عام 1880، فأحضرها معه إلى بلاده وبدأت شهرتها تتسع ويزداد الطلب عليها لجمالها الشرقي وشخصيتها الفريدة.

صفاتها الجسدية

تتميز السيامي بمظهر جذاب حيث جسد طويل رشيق متناسق، ورقبة طويلة وذيل نحيف طويل ووجه مدبب مثلث الشكل تعلوه آذان كبيرة الحجم وفراء بألوان فريدة.

اللون

ألوان فرائها متعددة ومميزة تسمى “نِقَاط”، لانتشارها بأماكن معينة بالجسم كالوجه والأذنين والذيل وكفوف الأقدام، مع لون أبيض لبقية الفراء يميل للأبيض الكريمي في بعض الأنواع.

وما يرتكز عليه جمال القطة السيامي، هو الاختلاف بين درجة لون معطفها وألوان النِقَاط، ولعيونها الزرقاء اللوزية الشكل سحر خاص بها يضفي عليها جمال ملكي.

ومن أبرز ألوان النِقَاط:

• بني شوكولاتة.
• بني كريمي.
• أرجواني.
• أزرق.
• أحمر.

الحجم

تمتلك السيامي عضلات قوية مرنة جعل منها قطط رياضية تحب اللعب والحركة، وتعد من القطط متوسطة الحجم حيث يتراوح وزن الإناث بين 3 إلى 5 كيلو جرامًا.

بينما يصل متوسط وزن الذكور بين 4 إلى 6 كيلو جرامًا، وذلك لأن حجم الذكور أكبر قليلًا من حجم الإناث.

وتتمتع بسيقان قوية طويلة نحيلة تنتهي بكفوف صغيرة وبيضاوية، حيث نجد ارتفاع الإناث يبلغ من 25 إلى 28 سنتيمتر، بينما يتراوح ارتفاع الذكور بين 27 إلى 31 سنتيمتر.

سماتها الشخصية

هي قِطة اجتماعية للغاية وودودة لدرجة أنها تُصدر الكثير من الأصوات، وعادة ما يكون مِواءها عالي وعميق تعبيرًا عما يدور بداخلها من مشاعر، ويفسر البعض مِواءها بأنها تتكلم مع صاحبها.

كما أنها تفضل مجالسة صاحبها والاستمتاع بالوقت معه، سواء كان باللعب وممارسة الأنشطة أو بالاسترخاء بجانبه معظم الوقت ولا سيما عند النوم.

فهم مغرمون بالاتصال الجسدي، وتعد أيضًا قطط ذكية ونشيطة للغاية لذلك فهي بحاجة للعب دائمًا حفاظًا على قدراتها البدنية والذهنية.

لذلك يفضل أن يكون لها ونيسًا من نوعها، لكي يتعايشان سويًا ويتمكنوا من الترفيه عن بعضهم البعض في غياب أصحابها، حيث أنها تَكْره الوحدة وتؤثر على شخصيتها.

ومن المعروف أن لديها شخصية عصبية فهي لا تحب التغيرات المفاجئة في بيئتها المحيطة ولا تستطيع التكيف معها سريعًا وتَفزع عادة من الغرباء وتفضل العزلة في وجود الضيوف.

وحالها كحال معظم القطط، حيث تقضى معظم أوقاتها في النوم لساعات طويلة تتعدى 16 ساعة يوميًا، ويصل متوسط أعمارها بين 12 إلى 15 عامًا.

ويفضل عدم السماح لها بالخروج خارج المنزل دون إشراف، وذلك بسبب أنها تتعامل بود مع الحيوانات الأخرى ولا سيما الكلاب ما قد يعرضها للخطر.

أنواع القطط السيامي

قد يصعب على البعض التفرقة بين أنواع السيامي ولا سيما المبتدئين، وذلك بسبب تعدد أنواعها واختلاف أشكالها، فيوجد العديد من الاختلافات في الوجه والهيكل والألوان.

وتنقسم إلى مجموعتين أساسيتين:

قطط سيامي تقليدية (Traditional Siamese)

هي القطط الأصلية المنتشرة بجنوب شرق آسيا والمرتكزة بتايلاند، والمحتفظة بجينات السيامي القديمة.

والتي تم وصفها منذ القرن الرابع عشر بعهد الإمبراطورية الأوثيانية بمخطوطات محفوظة حتى يومنا هذا بالمكتبة الوطنية المتواجدة بالعاصمة التايلاندية بانكوك.

مع العلم أن المخطوطات لا تحتوي على جميع الأصناف المتواجدة حاليا، حيث تم إرسال مجموعات من القطط خلال القرن التاسع عشر بواسطة بعثات دبلوماسية للولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة.

حتى يتم تطويرها وتحسينها لينتج عنها مجموعة من الأنواع المستحدثة التي لها جمالها الخاصة لتكتسب شهرة واسعة وتنتشر بين المربين حول العالم.

والجدير بالذكر بأنه يوجد العديد من أصناف السيامي التي تم ذكرها بالمخطوطات الكتابية لم تنج من التغيرات البيئية وهلكت عبر الزمن، ومن أشهر أنواعها حاليًا:

سيامي قديمة الطراز (Old-Style Siamese)

تمتلك أجساد متوسطة الحجم لكنها تتميز بالوجه الأطول بين باقي السلالة مع ملامح بارزة له.

سيامي الكلاسيكية (Classic Siamese)

تمتلك جسد طويل وممشوق بالإضافة إلى ذيل طويل أيضًا، مما يضفي إليها مظهرًا رياضيًا فريدًا يجعلها الأقوى بين باقي الأنواع.

سيامي مستديرة الوجه (Apple-head Siamese)

تمتلك جمجمة تشبه التفاحة ووجه مستدير بملامح هادئة، كما أن لديها ذيلًا أقصر من باقي الأنواع.

قطط سيامي حديثة (Modern Siamese)

تم تهجين وتطوير المجموعات التي جاءت إلى أوروبا، لتصبح القطط المستحدثة لها بريقًا خاصًا تنفرد به عن السلالة التقليدية، ومن أشهرها:

ذات الشكل الأكثر استطالة (Wedge Siamese)

لها صفات جسدية هي الأبعد عن السلالة، لما تتميز به من:

• جسد نحيل وأرجل ممشوقة تجعلها الأكثر ارتفاعًا.
• وَضْع ومظهر الأذنان لافت للغاية.
• صوت موائها هو الأعلى بينهم.

ذات النِقَاط الفاتحة (Light-colored points)

تمتلك نقاط فاتحة اللون يمكنك أن تراها موزعة على الوجه والأطراف وهو أكثر ما يميز السيامي.

ليلك بوينت (Lilac Point Siamese cat)

هي هجين من السيامي نقطة زرقاء والسيامي نقطة الشوكولاتة، لينتج أشهر أنواع السيامي بأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.

نقطة حمراء (Red Point Siamese cat)

هي من الفصائل صعب العثور عليها لما تجده بها من ألوان خلابة لكنها متوفرة، فلها نِقَاط ذهبية تميل إلى الحُمرة جعلتها أكثر الأنواع تميزًا، مما جعل أصحابها لا يفرطون بها بسهولة.

نقطة زرقاء (Blue Point Siamese cat)

هي مميزة للغاية فلديها نِقَاط رمادية تميل للزرقة وعيون زرقاء متلألئة مما زاد من جاذبيتها وأضاف عليها الطابع الملكي، مما يجعلها أغلى الأنواع.

نقطة كريم (cream Point Siamese cat)

لديها نِقَاط تتميز باللون البني الكريمي وباقي فرائها يميل للون الأبيض الكريمي، مما يضيف إليها مظهرًا ناعمًا وتناغمًا فريدًا.

التي تمتلك نِقَاط ذات ألوان داكنة (Dark-colored points)

تمتلك نقاط داكنة اللون يمكنك أن تراها موزعة على الوجه والأطراف وهو أكثر ما يميز السيامي.

نقطة الشوكولاتة (chocolate Point Siamese cat)

هي أندر الأنواع ولا يمكنك التمييز بينها وبين سيامي نقطة الخَتْم عند ولادتها، ولا يمكنك تميزها إلا عند بلوغها حيث يصبح لون فراء جسدها أبيضًا ولون نقاطها بني غامق تمامًا.

نقطة الخَتْم (seal Point Siamese cat)

تتميز بفراء كريمي اللون فكلما انخفضت درجة الحرارة الجسم أكتسب لون فرائها لونًا أغمق، مع لون بني لنقاطها أخف من نقطة الشوكولاتة.

نقطة الأرجوانية (Purple Point Siamese cat)

تتميز بفراء لونه أبيض مع نِقَاط رمادية اللون تميل إلى اللون الأرجواني.

نقطة تورتي (tortie Point Siamese cat)

تتميز بنقاط مرقطة تجمع بين نقاط الشوكولاتة ونقاط الحمراء مما يجعلها مميزة.

طرق العناية بها

تحتاج السيامي إلى عناية خاصة لكي تحافظ على جمالها ومظهرها الفريد حيث يمكن رعايتها بكل سهولة ويسر، عن طريق العناية بالآتي:

التغذية

تحتاج السيامي للطعام الصحي المتوازن لكي تنمو أجسادها بطريقة صحيحة، وذلك للحفاظ على نشاطها وحيويتها، مما يجعلك تهتم بتقديم الطعام المناسب لها.

ومن أشهر أنواع الأطعمة التي يمكنك تقديمها:

الطعام الطبيعي

ويعد أفضل أنواع الأطعمة لقدرتك على تجهيزه منزليًا ومعرفة مكوناته بدقة والتحكم به، وعليه فيفضل أن تحتوي الوجبات الرئيسية المقدمة للسيامي على اللحوم قليلة الدسم كمصدر أساسي للبروتين.

وأهمها اللحوم البيضاء كالدجاج والأسماك بأنواعها مع مراعاة نزع العظام والشوك منها، مع تقديمها في صورة قطع صغيرة ليسهل مضغها من قبلها مع حماية أسنانها.

بالإضافة إلى تقديم مصادر الغذاء الأخرى اللازمة لها بوجبتها كالكربوهيدرات والفيتامينات، المتوفرة في البطاطس والجزر والبازلاء مع مراعاة طبخهما جيدًا وتقديمها في صورة مهروسة.

مع مراعاة تقديم منتجات الألبان الخالية من سكر اللاكتوز لعدم قدرة جهازها الهضمي على التعامل مع سكر اللاكتوز، مسببًا لها عُسرًا بالهضم.

لذلك يراعى تقديم الأنواع المناسبة لها، وذلك لاحتوائها على الكالسيوم اللازم لبناء عظامها كالزبادي والحليب.

الطعام المعلب

ويعد أسهل أنواع الأطعمة تحضيرًا وأهمها:

• الأطعمة الرطبة: كالأسماك المعلبة مثل السلمون والسردين مع مراعاة تاريخ صلاحيتها.
• الأطعمة الجافة: وتعد أرخصها ويسهل الحصول عليها من متاجر بيع مستلزمات الحيوانات الأليفة ويمكن تخزينها لفترات طويلة والتأكد من مدى ملاءمتها للسيامي.
• اللحوم المصنعة: كالبرجر والبيف ويراعى جودة مصادر البروتين، والتأكد من طبخها جيدًا حتى لا تتعرض قطتك للإصابة بأمراض الجهاز الهضمي الناتجة عن تناول اللحوم النيئة كالسالمونيلا الخطرة.

مع مراعاة تقديم الماء بصورة مستمرة وتجديده وذلك حفاظًا على حيوية ونشاط السيامي، مع الأخذ في الاعتبار أن هناك أغذية لا يجب تقديمها للسيامي أهمها:

• البيض أو اللحوم أو الأسماك النيئة.
• الشوكولاتة.
• البصل والثوم.
• المخبوزات بأنواعها.

النظافة

تقوم السيامي عادة بتنظيف فرائها بنفسها، وذلك عن طريق لعقها له باستمرار وهي من العادات المعروفة لدى القطط، وعلى الرغم من ذلك فهي تحتاج منك إلى اهتمام من حين لآخر بنظافتها.

وذلك عن طريق عدة أمور أهمها:

• تمشيط شعرها: فلدى السيامي شعر قصير وناعم ومع ذلك يجب تمشيطه مرة يوميًا، لإزالة الشعر والجلد الميت وتوزيع زيوت الجلد الهامة لنمو فرائها بشكل صحيح.
• تفريش أسنانها: وذلك باستخدام فرشاة ومعجون الأسنان الخاصة بالقطط، تجنبًا لتراكم الجير عليها وإصابتها بفطريات الفم.
• الاستحمام: على الرغم من كراهيتها للماء يجب الحفاظ على رطوبة جلدها وفرائها عن طريق الاستحمام أسبوعيًا باستخدام الماء والشامبو الخاص بفرائها.
• تقليم أظافرها: وهي من الأمور الواجب تدريب قطتك عليها من الصغر حتى يسهل القيام بها، وذلك بإتباع خطوات بسيطة تمكنك من قص مخالبها دون إلحاق الضرر بها، وذلك عن طريق:
  • وضع السيامي بالقرب منك والمسح على كفيها وجسمها واللعب معها حتى تطمئن.
  • أضغط على كف يدها بحنان لإخراج مخالبها واحدًا تلو الآخر.
  • قم بقص الجزء الأبيض فقط دون الوردي وذلك باستخدام الأداة الخاصة بقص مخالبها، والتي يمكنك الحصول عليها من متاجر بيع مستلزمات الحيوانات الأليفة.
  • تجنب معاقبة السيامي إذا حاولت الهرب منك بل يمكنك تكرار الأمر في وقت لاحق لتجنب كرهها لعملية قص مخالبها.
  • امنح السيامي طعامها المفضل كمكافأة جيدة لها لأنها تستجيب لك، مع قضاء وقتًا للعب معها بعد كل مرة تقص بها مخالبها.

الرعاية الصحية

تحتاج السيامي للرعاية البيطرية من حين للآخر، حيث يراعى تطعيمها تجنبًا لإصابتها بالأمراض التي قد تفتك بها مثل:

• إنفلونزا القطط.
• فيروس كاليسي.
• التهاب الأمعاء السنوري.

فهي معرضة للإصابة بالفطريات والطفيليات والديدان الضارة بها، لذا يجب فحصها دائمًا لمنع تطور الأمراض والسيطرة عليها.

مع مراعاة تشجيعها دائمًا على الحركة باللعب معها والذهاب معًا للتنزه بالهواء الطلق من حين لآخر حفاظًا على قدراتها البدنية.

ويراعى تصميم بعض الرفوف المرتفعة للتنقل خلالها والاسترخاء عليها، مع السماح لها بمشاهدة أفلام الرسوم المتحركة بالتلفاز لأن هذا من شأنه يزيد من قدراتها الذهنية.

الملخص

القطة السيامي ترجع نشأتها إلى منطقة “سيام” بتايلاند، تم وصفها منذ القرن الرابع عشر بعهد الإمبراطورية الأوثيانية بمخطوطات محفوظة بالمكتبة الوطنية بالعاصمة التايلاندية بانكوك.

والجدير بالذكر بأنه يوجد العديد من أصناف السيامي التي تم ذكرها بالمخطوطات الكتابية لم تنج من التغيرات البيئية وهلكت عبر الزمن.

الأمر الذي أدى بدوره إلى تهجين وتطوير المجموعات التي جاءت إلى أوروبا، لتصبح القطط المستحدثة لها بريقًا خاصًا تنفرد به عن السلالة التقليدية.