كيفية علاج التهاب الضرع في القطط وأشهر أسبابه

كيفية علاج التهاب الضرع في القطط وأشهر أسبابه

يجتمع صغار القطط حول والدتهم في مشهد بديع، يلتقم كل منهم أحد الأثداء ويرضع حليبها حتى يشبع، إذ تمتلك أغلب القطط 8 حلمات تتيح لها تغذية جميع صغارها.

لكنها قد تواجه مشكلات صحية تعكر صفو هذا المشهد، منها “التهاب الضرع عند القطط”، وهي مشكلة شائعة إذا أهملها المربي قد تؤدي للوفاة.

يمكن أن تتحول المشكلة من مجرد التهابات خفيفة إلى حمى وتلوث في الدم؛ لعلك تتساءل الآن عن أسباب المرض وكيفية علاجه وسبل الوقاية منه.

تعريف التهابات الضرع

مشكلة تحدث لغدد الثديين لأغلب الحيوانات الأليفة ومنها القطط، حيث يتكون الثدي من غدد تفرز اللبن وتخرجه إلى الحلمات خلال قنوات لبنية.

في الغالب تُصاب هذه القنوات والغدد بعدوى بكتيرية تؤدي إلى التهابات؛ تتفاوت في أعراضها ودرجة خطورتها وتأثيرها على صحة القطة وقدرتها على رضاعة صغارها.

أسباب المرض

يمكن أن تحدث الإصابة لغدة واحدة أو أكثر من غدة، وكذلك تختلف الأسباب من حالة لأخرى، وأحيانًا يكون مصدر الإصابة خارجي، مثل:

عدوي بكتيرية خارجية

تصيب الحلمات ثم تدخل إلى القنوات اللبنية، ويشكل اللبن بيئة خصبة لتكاثر البكتيريا، في غالب الأمر يتعامل الجهاز المناعي للقطة مع العدوى، لكن إن تفاقمت العدوى أو ضعفت المناعة تحدث المشكلة.

من أسبابها:

  • وجود القطة وصغارها في بيئة غير نظيفة مليئة بالميكروبات.
  • جرح حلمات الأم أثناء الرضاعة نتيجة تشبث مخالب الصغار.
  • وذلك بجانب وجود عدوى داخل فم الصغار تنتقل لثدي الأم أثناء الرضاعة.
  • تلوث أجساد الصغار بالفضلات والتصاقها بصدر الأم.

حدوث صدمة بالثدي

يمكن أن تتعرض القطط لكدمات، خاصة تلك التي تخرج للشارع فتصدمها السيارات أو تتشاجر مع حيوانات أخرى.

هذه الكدمات إن أصابت الصدر؛ تُحدث التهابات بأنسجة الضرع.

تراكم الحليب بعد الولادة

قد تكون الإصابة من داخل جسم القطة، إذ يتراكم الحليب في الثدي بعد الفطام؛ خاصة الفطام المفاجئ عندما لا يحدث نقص إفراز اللبن تدريجيًا، فيتكتل الحليب ويتحجر وتلتهب الغدد اللبنية.

يحدث الفطام المفاجئ في حالة موت القطط الصغيرة، أو امتناعها فجأة عن الرضاعة لأي سبب.

أعراض المرض في القطط

نظافة مكان معيشة القطط للوقاية من الأمراض

تختلف الأعراض حسب درجة الإصابة، في حالة الالتهابات الخفيفة تكون المشكلة:

ضعف وزن الصغار

إذ تنتفخ القنوات اللبنية الملتهبة، فيحدث انسداد ويحتبس الحليب؛ بالتالي يقل معدل الرضاعة عند الصغار، ولا يزيد وزنهم بشكل طبيعي، وتظهر عليهم علامات عدم الشبع.

أما عند زيادة المرض لدرجة متوسطة إلى شديدة تتفاقم الأعراض، ويحدث التالي:

تورم منطقه الثدي

عند فحص الثدي نجد علامات الالتهاب مثل الألم وسخونة الجلد واحمراره وانتفاخ الثدي المصاب.

تقرح منطقه الورم

مع تقدم الحالة تتشقق الحلمات وتظهر عليها جروح وقرح؛ ويمكن إصابتها بالمزيد من البكتيريا مما يزيد الوضع سوءًا.

تغير لون الغدد

في الحالات المتوسطة يكون لون الغدد المصابة أحمرًا أو أرجوانيًا، ومع تقدم الحالة وزيادة شدتها يتحول اللون إلى الأرجواني القاتم أو الأسود.

حيث تضعف الدورة الدموية بالمنطقة المصابة، ويبدأ موت الأنسجة.

احتواء حليب القطة على دم أو صديد

ينتج عن التهاب الغدد صديد وقيح، قد يُفرز مع اللبن فيعكر لونه ويغير قوامه.

هزال ووهن عضلي

إن استمرت الحالة دون علاج وانتشرت العدوى إلى الدم، تظهر على القطة المصابة أعراض الإعياء والخمول بالإضافة إلى قلة النشاط.

حمى

تغزو البكتيريا الدورة الدموية وتسبب إنتان الدم “Sepsis” وترتفع درجة حرارة الجسم.

فقد الشهية للطعام والشعور بالقيء

تفقد القطة المصابة قدرتها على تناول الطعام وتتقيأ نتيجة تلوث الدم وزيادة أعراض الإنتان.

تشخيص الحالة

يتبع الطبيب خطوات علمية في تشخيص الحالة، وهي:

التاريخ المرضي والفحص البدني

يسأل الطبيب عن التاريخ المرضي للقطة، وتاريخ الولادة وبداية ظهور الأعراض وتتابعها.

يفحص الطبيب صدر القطة المصابة، ويتفقد الأعراض، وكذلك فحص علاماتها الحيوية مثل: قياس الحرارة.

ثم يلجأ لبعض التحاليل والفحوص المعملية لتأكيد التشخيص أو نفيه.

فحوص معملية وتحاليل

  1. تحليل صورة الدم الكاملة: يتم فيه عد خلايا الدم الحمراء والبيضاء وكذلك الصفائح الدموية، لأن تغير عدد الخلايا البيضاء عن الطبيعي ينبئ الطبيب بوجود التهاب وأيضًا يحدد شدة المرض.
  2. فحص عينة حليب: يستخدم الطبيب إبرة معقمة لجمع عينة حليب من الثدي، ويفحصها تحت الميكروسكوب لتظهر خلايا الدم البيضاء التي تؤكد التشخيص.
  3. مزرعة بكتيرية: يقوم الطبيب بعمل مزرعة للعينة المسحوبة من إفرازات الثدي ليحدد نوع البكتيريا المسببة للالتهاب، بالتالي يمكنه تحديد نوع المضاد الحيوي المناسب.
  4. تحاليل لاستبعاد أمراض أخرى: تحليل وظائف الغدة الدرقية “T4″، اختبار سرطان الدم لدى القطط “FeLV”، بالإضافة إلى اختبار نقص مناعة القطة “FIV”، وكذلك تحليل البول.

كيفية علاج التهاب الضرع في القطط

يعتمد برنامج العلاج على درجة الإصابة ومرحلة المرض، والخطوة الأولى دائمًا هي إزالة سبب المرض بتنظيف مكان معيشة القطط وتطهيره، ثم استخدام العلاج الذي يصفه الطبيب، ويشمل:

العلاج الدوائي

بصف الطبيب بعض الأدوية المناسبة لسن القطة وحالتها، وذلك ليساعدها على التعافي، مثل:

المضادات الحيوية

يتحدد نوع المضاد الحيوي الموصوف للقطة حسب نتيجة المزرعة، ويقضي المضاد على البكتيريا ويقلل تكاثرها وبالتالي يسيطر على الأعراض.

يجب استشارة الطبيب حول إمكانية إرضاع الصغار لبن الأم أثناء تناول المضاد الحيوي، في بعض الحالات نلجأ للرضاعة الصناعية حتى يزول أثر الأدوية من الدم.

مضادات الالتهاب

قد يصف الطبيب أحد المضادات غير الاسترويدية “NSAIDS“، والتي تعمل على تخفيف الألم وخفض الحرارة والسيطرة على الالتهابات والتورم.

الكمادات

تساعد الكمادات على تخفيف الألم، ومنها نوعين:

كمادات دافئة

ينصح الأطباء بعمل كمادات مياه دافئة وليست ساخنة، باستخدام قطعة قماش قطنية نظيفة، والتي تساعد على تخفيف الالتهابات.

كمادات الملفوف

تستخدم أوراق الملفوف لتخفيف الالتهاب، نصنع ضمادة من ورقة ملفوف وفوقها قطعة شاش أو قماش قطني، وتترك لمدة 3 ساعات، وتكرر عند الحاجة.

التدخل الجراحي

يلجأ الأطباء في الحالات غير القابلة للعلاج؛ لإجراء استئصال جراحي للجزء التالف من الثدي، وهو علاج نادر الاستخدام.

سبل الوقاية من المرض

طرق الوقاية من التهاب الثدي عند القطط

هناك خطوات إن اتبعها المربي؛ تمكّنه من وقاية قطته من الأمراض المختلفة وخاصةً التهاب غدد الثديين:

نظافة مكان معيشتها

تنظف القطة نفسها وأطفالها بشكلٍ فطري، وعلى المربّي تهيئة البيئة المناسبة للقطط قبل موعد الولادة للحفاظ على صحتها.

إذ تكون مناعة الأم وصغارها ضعيفة بعد الولادة، فالحفاظ على بيئتها نظيفة ومعقمة تقلل احتمالات الإصابة بالالتهابات الضرع.

الفحص الدوري خاصة بعد الولادة

يجب فحص الأم يوميًا وبالأخص منطقة الصدر، وذلك لاكتشاف العلامات المبكرة مثل تورم أو تحجر الضرع، والتعامل الفوري تجنبًا لتفاقم الحالة.

كذلك يجب فحص الصغار والتأكد من سير الرضاعة الطبيعية بشكل جيد، وزيادة وزنهم بمعدل طبيعي.

استشارة الطبيب فور ظهور الأعراض

يؤدي التوجه للطبيب المختص إلى إنقاذ سريع للحالة، وتجنب حدوث مضاعفات خطيرة، كذلك يجب الالتزام بجرعات العلاج الموصوف.

عوامل تزيد احتمالات الإصابة

توجد عدة عوامل تجعل القطة أكثر عرضة للإصابة:

  • فترة النفاس: تحدث هذه الإصابة غالبًا بعد الولادة مباشرةً.
  • السن: كلما زاد سن القطة كلما زادت احتمالات الإصابة.
  • أمراض ضعف المناعة.
  • وكذلك أيضًا الإجهاد وسوء التغذية.

الخلاصة

إصابة القطط بمرض التهاب الضرع قد تؤدي للوفاة، لكن احتمالات الشفاء منه عالية بشرط التدخل الطبي السريع، لذلك يجب الالتزام بتعليمات العلاج.

وتشمل أسباب الإصابة:

  • الفطام المفاجئ.
  • عدوى بكتيرية من البيئة المحيطة.
  • تعرض الثدي لكدمة أو جرح.
  • كذلك خدش الثدي بواسطة الصغار.

وتتنوع الأعراض بين:

  • ألم بالثدي وأعراض التهاب مثل التورم والسخونة.
  • وذلك بجانب عدم تمكُّن الصغار من الرضاعة ونقص وزنهم.
  • تلون غدد الثديين باللون الأحمر ثم القرمزي فالأسود.
  • نزول صديد أو دم في اللبن.

والجدير بالذكر أن العلاج يكون بتناول مضادات حيوية ومضادات التهابات، وأيضًا الكمادات.

ومن الجيد أن رغم سوء المضاعفات؛ فإنه يمكن الوقاية من المرض بتوفير بيئة نظيفة آمنة للأم وصغارها بعد الولادة.

الاسئلة الأكثر شيوعاً

ما علامات إصابة القطة بالتهابات الضرع؟

  • ألم خفيف بالثدي.
  • احتباس الحليب وجوع الصغار.
  • بتغير لون الغدد.
  • نزول صديد في اللبن.
  • القيء.
  • الخمول.
  • الحمى.

هل التهابات الضرع بعد الولادة تؤدي للوفاة؟

هذا المرض شائع، وقد يؤدي إهمال الحالة إلى الوفاة، لكن في حالة التدخل الطبي السريع المناسب تكون احتمالات الشفاء عالية جدًا.

كيف أحمي قطتي من التهابات الضرع؟

  1. تجهيز بيئة نظيفة آمنة للأم وصغارها قبل الولادة.
  2. توفير غذاء جيد للأم بعد الولادة.
  3. فحص القطة يوميًا خاصةً منطقة الصدر.
  4. متابعة وزن الصغار.
  5. اللجوء للطبيب فور ظهور أعراض.
مقالات ذات صلة
أضف تعليق: