هل الباندا مفترس أم أن هذا الوجه حقًا لطيف؟

يعتبر دب الباندا أو ما يسمى بـ “الدب الصيني” من الثدييات النادرة والضخمة، ويتميز بهالات سوداء توجد حول عينيه وأذنيه وجسده الضخم المستدير.

يعد موطنه الأصلي في الصين، ولكن البلاد تقدمها عادةً للدول الأخرى كهدايا دبلوماسية، فتسمى عندها “الباندا الدبلوماسية“.

وهناك الباندا العملاقة في الصين عددها حوالي 239 داخل الأسر، و27 منها خارج البلاد، بينما يتراوح عدد الباندا البرية بين 1590 إلى 2000، وهي آخذة في الارتفاع بحسب دراسات أُجريت مؤخرًا.

والتي أوضحت بأن هناك احتمالية لزيادة هذا الرقم إلى 2000 و3000، ومن الجدير بالذكر بأن وزنها يختلف بين الذكر والأنثى، فيتراوح وزن الذكر بين 140 إلى 150 كغ، بينما وزن الأنثى بين 120 إلى 125 كغ.

نبذة عن دب الباندا

يتميز الباندا بفرو سميك وكثيف يتلون بالأبيض والأسود، يحميه من البرد ويساعده في التخفي من الأعداء، بالإضافة إلى فك وأسنان قوية تساعده في التهام الخيزران.

ولديه 5 أصابع تحوي مخالب يستطيع بواسطتها التهام أشجار الخيرزان، كما تساعدها في الدفاع عن نفسه، وفي تسلق الأشجار الجوفاء والاحتماء فيها، ويقوم بإنشاء أوكار دائمة له.

يتراوح طول الباندا بين 3 إلى 6 أقدام، وهو بعكس الدببة الأخرى، لا يعتمد على السبات الشتوي بل يلاحق ارتفاع درجات الحرارة حتى لو في الجبال المرتفعة، ويتسلق تلك الجبال باحثًا عن الدفء.

وتتواصل الباندا مع بعضها عن طريق الأشجار باستخدام حاسة الشم، حيث تضع عليها رائحة خاصة بكل منها، ويمكنها أن تطلق 11 صوتًا مختلفًا، حيث تستخدم كل صوت لفعل معين، مثل الجوع والغضب وغيرها.

وهي بطيئة الحركة ولكنها تتسلق الأشجار بسهولة، وتستطيع السباحة مثل الدببة الأخرى، فهي ذكية وتتعلم بسرعة وتدرّب بعضها البعض أيضًا.

ورغم صغر حجم عينيها إلا أنها تملك حاسة بصر قوية جدًا، حيث يمكنها الرؤية في الظلام الداكن واستشعار حركة أي شخص عن بعد مسافة كبيرة.

هل الباندا مفترس؟

يعد حيوان الباندا من الحيوانات المسالمة والتي تتعود على أصحابها بسرعة، وهو يفضّل لحم الحيوانات وليس لحم الإنسان.

ولكن ما تم مهاجمتها من قبل أي فرد، فهي بالطبع سوف تدافع عن نفسها بواسطة مخالبها وأسنانها القوية.

والباندا الموضوعة في الأسر تشكل خطرًا أكبر في الهجوم أكثر من تلك التي في البرية، فعليك الحذر في التعامل معها دائمًا.

على ماذا يتغذى؟

على الرغم من أن الباندا تُصنف ضمن الحيوانات آكلة اللحوم إلا أن أغلبية غذائها هو الخيزران، حيث تفضّل الخيزران المظلي والسهمي والذهبي، بالإضافة إلى البرتقال والسمك والحيوانات الصغيرة.

ولكن في جميع الأحوال، تمتلك قيمة غذائية منخفضة جدًا بسبب أن الخيزران لا يحتوي على سعرات حراراية عالية ولا مواد غذائية، مما يعين أنها لا تخزن الدهون، وهو سبب آخر لعدم اعتمادها السبات الشتوي.

هل يأكل الإنسان؟

عادةً الباندا تفضّل التهام أشجار الخيزران في المقام الأول، ومن ثم تفضّل البعض من الحيوانات الصغيرة، لكنها لا تفضّل لحم الإنسان.

ولكن عليك أن تكون حذر بالتعامل معها ولا تحاول إيذائها أو استفزازها، لأنها بالطبع سوف تدافع عن نفسها، ولا يمكنك معرفة حجم إساءتها آنذاك.

فربما تقوم بخربشة عدوها فقط، وربما تستمر في الهجوم عليه إلى أن يتأذى بشدة، نظرًا إلى أن طبيعة الإنسان ضعيف وسريع الأذى.

هل يمكن تربيته في المنزل؟

تعيش الباندا عادةً في الجبال بين الصخور، وفي الغابات بين تجاويف الأشجار وخاصة أشجار الخيزران التي تفضّل البقاء بالقرب منها وتحافظ على مكان عيشها فيه.

حيث يحافظ كل باندا على مكان خاص به كمنزل له، يمنع الباندا الأخرى من الاقتراب منه.

وهناك العديد منها في محميات سيشوان الصينية التي تقدم الرعاية لها وتحاول الحفاظ على حياتها قدر المستطاع، عن طريق تقديم الرعاية والحماية الشاملة لها.

فنظرًا لكل تلك المعطيات، من الصعب لها العيش ضمن المنزل، إذ أنها حيوان طليق يعيش في بيئة معينة والتي تتناسب مع نمط حياته الطبيعي والمعتاد.

الخلاصة

تعد الباندا من أندر أنواع الدببة، والتي تتخذ من الصين مقرًا لها وتتواجد أكثرها هناك، فهي تعد أيضًا رمزًا وطنيًا للبلاد.

وهي لطيفة ومرحة تحب اللعب باستمرار وتسلق الاشجار، وتتميز بأصواتها المختلفة التي تستخدمها للتعبير عن حالتها للدببة الأخرى.

هناك حوالي 67 محمية طبيعية في بلاد الصين التي تحاول ان تحمي هذا النوع من الانقراض، نظراً إلى سلوك الإنسان الوحشي والمستمر تجاهها.