داء الجيارديات: ما هو وما علاقته بالقطط؟ وكيفية علاجه

تتميز القطط بالذكاء والشخصية المرحة بالإضافة إلى التعلق الشديد بمالكها، ولهذا فهي تعد من أكثر الحيوانات الأليفة تفضيلًا عند الكثيرين، هذا ولتربيتها فوائد نفسية وعاطفية كبيرة.

ولكن في المقابل تعتبر مصدرًا لنقل العديد من الأمراض المعدية للإنسان، وخاصةً إذا لم تحصل على الرعاية الصحية المناسبة، وتعد الجيارديا من أشهر تلك الأمراض.

طفيل الجيارديا

هو طفيل يعرف باسم جيارديا لامبليا “Giardia lamblia”، يصيب الجهاز الهضمي خاصة الأمعاء الصغيرة، ويتواجد في صورتين:

الصورة النشطة: حيث يكون ملتصقًا في جدار الأمعاء الصغيرة، مما يتسبب في ضمور الزغابات المعوية المسؤولة عن إفراز إنزيمات الهضم وامتصاص العناصر الغذائية الأساسية.

الصورة غير النشطة: يخرج الطفيل مع البراز محاط بقشرة خارجية ويعرف باسم الكيسات، تحميه من الحرارة وأدوات التعقيم مثل الكلور.

يستطيع البقاء والصمود لفترات طويلة، ويستطيع الانتقال عن طريق الفم ليتحول مرة أخرى للشكل النشط.

أعراضه للإنسان والقطط

لا تظهر أعراض الإصابة في أغلب الأحيان، ولكن المصاب يكون حامل للطفيل، ويمكن أن يستغرق ظهور الأعراض ما بين 2-3 أسابيع، وتختلف في شدتها حسب سن المصاب ومناعته.

الأعراض في الإنسان

• المغص المعوي، بالإضافة إلى الانتفاخات وعسر الهضم.
• الإسهال المائي أو الدهني كريه الرائحة.
• فقدان الشهية والغثيان أو القيء المتكرر.
• الشعور بالتعب، الضعف العام والصداع.
• سوء امتصاص العناصر الغذائية، وكذلك فقدان الوزن.

الأعراض في القطط

• ضعف الجسم وانخفاض المناعة.
• جلد جاف، وكذلك شعر هش باهت وقيء مستمر.
• إسهال، بجانب تغير لون البراز للأصفر أو الأخضر مع وجود المخاط أو الدم والرائحة الكريهة.

المضاعفات

يمكن أن تصبح العدوى مزمنة تستمر لشهور وسنين، وذلك إذا لم يتم تلقي العلاج المناسب خاصة في الأطفال، بالإضافة إلى القطط التي تعاني من المناعة الضعيفة.

مما يتسبب في العديد من المضاعفات، أهمها:

• الجفاف وفقدان الوزن المستمر.
• سوء التغذية وكذلك نقص العناصر الغذائية الأساسية.
• حساسية اللاكتوز وبالإضافة إلى التهاب القولون المزمن.
• انسداد القنوات المرارية والتهاب البنكرياس.

كيفية الانتقال

يخرج الطفيلي عن طريق براز الأشخاص والحيوانات المصابة خاصة القطط، فهو يعد أكثر الطفيليات شيوعًا فيها، ويكون في الصورة غير النشطة محاط بكيس لحمايته.

ويستطيع العيش في الماء الملوث والتربة لفترات طويلة، إلى أن يدخل للجسم الجديد عن طريق الفم لتبدأ دورة إصابة جديدة، ومن طرق انتقال العدوى:

• شرب المياه الملوثة، حيث يعد السبب الأكثر شيوعًا خاصة في الدول النامية، التي تعاني من ضعف المرافق العامة والصرف الصحي وعدم توافر مياه نظيفة.
• الاتصال المباشر مع الشخص أو الحيوان المصاب، وذلك عن طريق ملامسة البراز للأدوات المستخدمة في تحضير الطعام، وذلك بجانب عدم غسيل اليدين جيدًا.
• تناول الأطعمة الملوثة كالفاكهة والخضراوات مباشرة دون غسيلها جيدًا أو تقشيرها، ويعد طهي الطعام جيدًا وسيلة للتخلص من الطفيل.

التشخيص

يتم تشخيصها عن طريق ظهور الأعراض، وللتأكد يتم ذلك عن طريق تحليل عينة من البراز، ويفضل أخذ أكثر من عينة على مدار أيام متتابعة ليتم فحصها باستخدام الميكروسكوب.

طرق علاجه للإنسان والقطط

يجب أن يكون علاج الجيارديا تحت إشراف طبي لتقييم شدة الأعراض وكذلك لتجنب المضاعفات الوارد حدوثها، وإعطاء الأدوية بالجرعات المناسبة.

العلاج في الإنسان

• ميترونيدازول: مضاد للفطريات وهو الأكثر فعالية ويستخدم لمدة تتراوح بين 5 إلى 10 أيام، وقد يسبب غثيان وطعم معدني في الفم.
• نيتازوكسانايد: يوجد في صورة سائل، لذلك يفضل استخدامه مع الأطفال ويعطى لمدة 3 أيام.
• تينيدازول: بديل للميترونيدازول وله نفس الفعالية، ولكن يعطى جرعة واحدة فقط.

العلاج في القطط

عن طريق استخدام نوع واحد من الأدوية مثل الميترونيدازول أو الفنبيندازول، ولكن في معظم الأحيان قد نحتاج لاستعمال أكثر من نوع من الأدوية، خاصة في الحالات الشديدة أو المقاومة للعلاج.

كيفية الوقاية من الإصابة بالجيارديا

لا تتطلب الوقاية من الجيارديا مجهودََا كبيرََا، حيث يتم ذلك عن طريق:

• تعقيم مياه الشرب مجهولة المصدر، وذلك عن طريق غليها جيدًا أو استعمال فلتر مياه حجم مسامه أصغر من 1 ميكرو متر.
• تجنب الشرب المباشر من مياه الأنهار والآبار، والبرك، وعند الضرورة يجب غليها أو فلترتها.
• غسيل اليدين جيدًا قبل الأكل، وكذلك بعد تغير الحفاضات وبعد التعامل مع الحيوانات الأليفة.
• الحرص على غسل الفواكه والخضار، وطهي الطعام جيدًا.

الخلاصة

الجيارديا من أكثر أنواع الطفيليات انتشارًا، حيث يصيب الجهاز الهضمي، ولا يسبب أعراض في أغلب المصابين، ولكن قد يؤدي لمضاعفات خاصة في الأطفال، فإنه من الممكن أن يؤثر على نموهم.

ينتقل الطفيل المسبب لها عن طريق الفم بسبب تناول المياه أو الطعام الملوث، لذلك يجب الحرص على تعقيم المياه بالشكل الصحيح، وكذلك غسيل الطعام واليدين جيدًا للوقاية منه.